اعتقلت السلطات الكندية المديرة المالية لشركة هواوي شركة تكنولوجيا الاتصالات الصينية منغ وانزو، في اليوم الأول من شهر كانون الأول “بفانكوفر” في أثناء سفرها من المطار الدولي، وأفادت السلطات الكندية أن طلب الاعتقال جاء من قبل الولايات المتحدة.  كان إبتداء التحقيق لتلك الشركة في شهر نيسان عام ٢٠١٨ من طرف الوزارة العدلية الأمريكية مستنداً على الاتهامات في انتهاك العقوبات الأمريكية ضد إيران، وكان قرار اعتقال منغ وانزو صدَر في شهر آب الماضي. لم يكن رد الصين على الاعتقال متأخراً بل ردت الصين على ذلك القرار رداً قوياً بدعوتها القنصل الكندي ببكين إلى وزارة الخارجية وأبدت إنزعاجها ورغبتها بإخلاء سبيل وانزو . وأفاد نائب وزير الخارجية أن إن لم ينتهوا من ذلك الأمر الغير معقول فستكون نتائجه سيئة.  تواجه منغ وانزو اتهامات الانتهاكات للعقوبات الأمريكية ضد إيران عبر شركة “سكيكو”، فهي بينت أن هذه الشركة مستقلة عن هواوي رغم أنها تابعة لها، وذلك يعتبر “غشاً” من قبل السلطات الأمريكية. ذلك الأمر جعل رؤساء الشركات الأخرى يتوارون عن علاقاتهم التجارية مع إيران.  بعد عشرة أيام من الاعتقال قررت المحكمة إخلاء سراح منغ وانزو بفالة عشرة ملايين دولار كندي -يساوي أربعين مليون ليرة تركية- بشرط عدم الخروج من البلد. وإذا جاء طلب تسليمها من طرف الولايات المتحدة خلال مدة شهرين سيتم ترحيلهم إليها.  يعتقد المتخصصون في السياسة والإقتصاد ازدياد الأزمة التجارية بين الصين والولايات المتحدة وأن يضر ذلك على التجارة الدولية.  تطوير تكنولوجيا 5G  كانت الشركة الصينية هواوي تتميز عن منافسيها بتطويرها في تصنيع التكنولوجيا، ويشير الإقتصاديّون إلى ذلك فيقولون أنّ ذلك الأمر المفاجئ كان أحد أهدافه توقيف تلك الشركة وهو جزءً من الحرب الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة.  الحرب التجارية و الولايات المتحدة  بينما تستمر الولايات المتحدة بأعمالها المخالفة للقوانين التجارية الدولية لم تعد الشركات ورجال الأعمال مرتاحين بأعمالهم.  تطلب الولايات المتحدة اتباع الدول والشركات لها في القرارات الصادرة منها وفرض العقوبات على من انتهكها، فلم يكن ذلك الطلب مفيداً لأي غاية إلا جعل الولايات المتحدة وحيدة في الساحة الدولية.  الإستخبارات  وهناك أمر هام يترك أثره في المنافسة التكنولوجية العالمية، وهو جمع الأخبار عن مستخدمي الوسائل الحديثة، ذلك يعني الإستخبارات بكل معنى الكلمة. بدأنا بالشعور بأهميته بعدما فهمنا أنّ شركات التواصل الإجتماعي لم تحفظ أسرارنا بشكل جيد بل استعملت معلومات خفية عنّا ضدنا، وبهذا قلّ أمننا.  يأتي الإدعاء من أطراف مختلفة ضد هواوي فيقال أنها تصل أخبار خفية من الدول إلى الحكومة الصينية عبر تكنولوجيا 5G التي تتميز فيها عن غيرها من الشركات الأخرى. أتت الولايات المتحدة بهذا السبب ضدها فمنعت إستخدام جوّال هواوي في مراكزها العسكرية. كذلك أبطلت بعض الدول كاليابان وأستراليا ونيوزيلندا اتفاقيتها مع هواوي.  المستقبل والحرب الباردة  التوتّر في العلاقات الصينية والأمريكية ما زال مستمرا، ولا يعرف أحد عن مستقبل التجارة الدولية شيئً، إن من المعروف أن هذه الحادثة لم تكن مفيدة لها بل تدفعها إلى أسوء الأحوال . تتحدث تقارير استخباراتية أمريكية عن الحرب الباردة الجديدة بين هاتين الدولتين، فمن المتوقع أن ينتهي ذلك من قبل أن يبدأ.